صرخة من قلبي لغرفة الانعاش
اصرخ بشدة من الالم والحزن والاسى ... اصرخ وابكي من شدة قلقي... لا اعلم كيف لي ان اعود قوية... ان اعود كسابق عهدي... من فوهة الدبابات والطائرات... انطلقت شظية...واوقعت بها ضحية... ضحية حزن ... ضحية الم...ضحية حياة غدر...ضحية حرب لا تعرف الا الاذية... الضحية كانت زهرة قرمزية... زهرة لم تعهد للحياة مثيل... زهرة صرخت من الالم ... انطلق الشظية لتصب تلك الزهرة... وترمى على الارض الابية... مصابة جريحة تعاني الاذية.... وانطلقت صفارات الاسعاف تدوي... في ارجاء المنطقة بعد ان عم الصمت المكان... صمت قاتل لم نعهد له مثال... في المشفى الكبير رايت افظع المناظر... رايت ابشع المشاهد... جريح وشهيد طفل كبير وصغير اناث تصرخ صرخات تدوي في ارجاء المكان بعد ان كانت الطائرات تطلق طلقاتها وشظاياها بعد ان كتب على حياتنا الشقاء ها نحن الان نرى مشاهد القتل والرعب والذعر الخوف بين اعيننا امامنا نراه يا اله الكون أَانظرُ للاطفال فارى التعاسة انظر الى النساء فارى الكابة انظر الى الشباب فارى الاحباط... ينتابني شعور بالخوف شعور يدوي في اعماق قلبي اين ذهبت زهرة عمري اين هي الان اخذتني مخيلتي الى تلك الغرفة غرفة مغلقة ممنوع دخولها انها غرفة الانعاش ... استمع ببصيص من امل فاسمع صوتا يناديني صوت زهرة اتٍ من بعيد صوت اميرة صوت زهرتي نعم انها زهرة عمري ها هي تقبع خلف ذاك الباب اكاد اسمع نبضات قلبها اكاد اخشى ان اراها ان انظر الى عيناها ان استمع لضحكتها اقف خلف الباب استرق السمع فاسمع الصوت يقترب نعم يدوي في راسي كانها تناديني ... كانت تستنجد تصرخ اخرجوني فموتي اهون من عذاب امي علي لا اريد الحياة التي اراها نصب عيني اعيش الحزن والالم وهناك من يشاركني اوليس حرام ان يحصل هذا بامي.... انقطع الصوت فجاة وعم الصمت بعدها انطلقت صرخة من قلبي لغرفة الانعاش لتدوي في اذني زهرتي الجميلة وتستيقظ من سباتها ... ولتعود الينا ضحكتها وما ان فتحت عيناها حتى فتح ذاك الباب لتنقل زهرة الحياة من غرفة الانعاش الى غرفة اخرى .... ولكن الالم لم يدعها تكف عن الصراخ... الصراخ ثم الصراخ هذا ما كانت عليه الحال...........
حلم حقيقة خيال واقع كله امتزج مع بعضه هنا الالم والحزن يعتصر قلبي وها هي زهرتي قد عادت للسبات متمنية ان تنهض باي وقت وتغادر غرفة الانعاش........
لا ادري قد اكون في لحظة الحزن ضعيفة ولكن الحزن لا بد ان ينجلي ولا بد ان ينقشع الضباب واملنا في الله كبير نعم كبير...
ساقول كلمتي الاخيرة هنا... سبب كتابتي لهذه الكلمات هو الالم والحزن الذي رايته والذي اراه الى الان في قلوب اطفالنا ... ولن ينقشع الضباب عن عيني الا بعد ان يزول الاحتلال الغاشم...